منشاة سليمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي ديني - ثقافي - اجتماعي - تعليمي - رياضي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 يا أهل الحل ......الوطن هو الحل بقلم/ سمير الأمير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صاحب رؤيه




المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 29/06/2011

يا أهل الحل ......الوطن هو الحل    بقلم/ سمير الأمير Empty
مُساهمةموضوع: يا أهل الحل ......الوطن هو الحل بقلم/ سمير الأمير   يا أهل الحل ......الوطن هو الحل    بقلم/ سمير الأمير Icon_minitime1الأربعاء يونيو 29, 2011 4:10 pm

يا أهل الحل ......الوطن هو الحل
بقلم/ سمير الأمير
كلما فكرت فى معنى كلمة " الوطن " تذكرت قصة المرأتين اللتين احتكمتا إلى سيدنا سليمان فى طفل تدعى كل منهما أنه ابنها، وربما كانت تلك القصة أيضا هى نفس موضوع مسرحية " دائرة الطباشير القوقازية" للمسرحى العظيم "بورتلد بريخت" ومفاد تلك القصة أن الملك سليمان أراد أن يعلم من منهما الأم الحقيقية للطفل فتفتق ذهنة عن حيلة بارعة وهى أن يحكم بقسمته بينهما بالسيف أو كما عالجها "برخت"مسرحيا برسم دائرة وجعل المرأتين تجذبان الطفل فأيهما استطاعت أن تأخذه إلى ناحيتها تصبح أمه ، فى الحالة الأولى يحكم الملك سليمان للمرأة التى رفضت قسمة الطفل بالسيف وصرخت " لا تقسمه إنه ليس ابنى، إنه ابنها هى , " أو يحكم ( طبقا لبرخت) للمرأة التى رق قلبها على الطفل فلم تستطع جذبه ناحيتها بعنف خشية أن يصيبه مكروه، أظن أن الوطنية ليست أكثر من ذلك ، إذ فى الدول الديموقراطية تنتقل السلطة انتقالا سلسا حرصا على سلامة الوطن ومن ثم يصبح كل من يساعد على هذا الانتقال السلس محبا للوطن وليس محبا لطبقته أو طائفته أو عائلته فقط وهذا ما نفتقر إليه فى معظمنا ولا سيما هؤلاء المنتمين للنظم المترنحة بحكم التوجه السياسى أو بحكم المصلحة الاقتصادية أو لمجرد التعود على السلطة التى أصبحوا جزءا لاينفصل عنها، إذ لا يمكنهم تخيل العيش بدون ممارسة التسلط والجبروت فهم ( من وجهة نظرهم طبعا) هم الأجدر والأحكم والأولى وكل أنواع أفعل التفضيل التى يمكن أن تتفتق عنها عقلية الديكتاتور وأعوانه ، والوطن بالنسبة لهؤلاء هو المشروع الاقتصادى ( البيزنس) الذى لاينبغى أن يتراجع فى كل الظروف وهم فى ذلك يشبهون " جو كيلير " فى مسرحية ا لكاتب الأمريكى آرثر ملير " كلهم أبنائى" ، و" جو كيلير " هذا طبقا للمسرحية الشهيرة قام بشحن رؤوس اسطوانات معطوبة ليستعملها سلاح الجو الأمريكى مما أدى إلى سقوط عشرين طيارا من رفاق ابنه وانتحار ابنه خجلا بعد أن شعر بالعار من نظرات زملائه فى القاعدة الجوية ، لم يكن " كيلر " يدرك أن مسئولية المرء ينبغى أن تمتد لتشمل العائلة الكبيرة " الوطن " وكان يصر على أن حدود مسئوليته تتلخص فى جمع المال والنفوذ لأبنائه تماما كما يعمل معظم الحكام العرب الذين يسعون لنفس مصير " كيلر " وهذا المصير المحتوم ليس شيئا آخرا غير الانتحار بعد أن تتأكد خسارة العائلتين الصغيرة والكبيرة ( الوطن) معا، أليس هذا ما يفسر تمسك القذافى بالسلطة حتى ولو أدى ذلك إلى فناء ليبيا والشعب الليبى ، أليس هذا مايجعلنا ننظر بقدر من الاحترام إلى ما فعله الملك فاروق حين لبى نداء الجيش دون أدنى مقاومة لكى يحافظ على مصر التى أحبها والتى ربما ساهم فى تخلفها ودفعها للثورة عليه ولكنه لم يقبل بقسمتها بالسيف تماما كالأم الحقيقية التى يهمها أن يعيش طفلها حتى لو كان ذلك فى كنف من تعتبرها منافسة لها ، ألا يفسر ذلك لنا عملية قبول ورفض نتائج الانتخابات فى بلادنا ناهيك عن تزويرها أصلا من جانب الحكومات وبعض رموز المعارضة على حد سواء ومن ثم يكمن التناقض فى مسألة القبول بقسمة الطفل إلى نصفين نصف للأم التى كان ينبغى أن تكون الأم الحقيقية و هى فى حالتنا كل من يدعى أنه يحافظ على بقاء الوطن بغض النظر عمن يحكمه ونصف للأم المزيفة التى لايهمها من القسمة سوى موت الطفل الذى لم تستطع أن تحصل عليه لنفسها ليس حبا فى الأطفال ولكن طمعا فى التملك والتسلط ورغبة فى التلذذ بتعذيب وقهر الآخرين. يبدو أنه فى الحالة العربية تغيب الأم الحقيقية عن المشهد إذ تصبح هى الطرف الثالث الذى لم يكن مسموحا له أبدا بحضور المحاكمة ومن هنا يجب أن نمعن التفكير فى الثقافة التى مازالت قادرة على إعادة انتاج التسلط والتخلف مرات ومرات لأن الثورات العربية المتواترة تفتح الباب فقط لإمكانية تجاوز دوائر الطباشير القوقازية المنتشرة فى ربوع العالم العربى شريطة أن يصبح الطفل هو الأهم وليس الدائرة وعندها سنعلم أن الوطن فقط هو الحل، وليس شيئا آخرا مهما بلغت أهميته عند البعض لأن الوطن هو الفضاء العام الذى يتسع للجميع ، وربما بعد أن نغتسل من أمراضنا و نجتاز المطهر ندرك أننا فانون بتعبير " رجب طيب أردوغان" وأننا أيضا لسنا أقل وطنية من الملك فاروق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يا أهل الحل ......الوطن هو الحل بقلم/ سمير الأمير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أليس غريبا!! بقلم/ سمير الأمير
» الحل النهائي للرابيد شير وبقية السيرفرات البطيئة ، حل جذري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منشاة سليمان :: المنتدي :: القسم الثقافي-
انتقل الى: