منشاة سليمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي ديني - ثقافي - اجتماعي - تعليمي - رياضي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الجن وصفاتهم وسبل الوقايه منهم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو طنش
مشرف عام
ابو طنش


المساهمات : 92
تاريخ التسجيل : 07/10/2009
العمر : 48
الموقع : https://manshatsoliman.ahlamontada.com/profile.forum?mode=editprofile

الجن وصفاتهم وسبل الوقايه منهم Empty
مُساهمةموضوع: الجن وصفاتهم وسبل الوقايه منهم   الجن وصفاتهم وسبل الوقايه منهم Icon_minitime1الأحد مايو 30, 2010 1:03 pm

تعريف الجن: لغة واصطلاحًا

الجن لغة: اسم جنس جمعي، واحده جني، وهو مأخوذ من الاجتنان، وهو التستر والاستخفاء. وقد سموا بذلك لاجتنانهم من الناس فلا يرون( )، والجمع جنان، وهم الجنة( ).
وكل شيء وقيت به نفسك، واستترت به فهو جنة، ومنه قول النبي  فيما أخرجه البخاري في كتاب الصوم: «والصيام جنة» أي وقاية، حيث يقي صاحبه من المعاصي.
وسمي الجنين جنينًا لاستتاره في بطن أمه، ومنه قوله تعالى: {وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ}( )( ).
وسميت الجنة – بفتح الجيم – بذلك لكثرة شجرها، بحيث يستر بعضها بعضًا( ).

وأما الجن اصطلاحًا فهم: نوع من الأرواح العاقلة المريدة المكلفة على نحو ما عليه الإنسان، مجردون عن المادة، مستترون عن الحواس، لا يرون على طبيعتهم وصورتهم الحقيقية، يأكلون ويشربون ويتناكحون، ولهم ذرية، محاسبون على أعمالهم في الآخرة( ).
فإن قال قائل: وما الفرق بين الجن والشياطين؟
فالجواب: أن الشياطين هم مردة الجن، ومنه قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ...} الآية ( ).
وواحد الشياطين شيطان، مأخوذ من شطن بمعنى بعد ولا يقتصر هذا اللفظ على مردة الجن فقط، بل يطلق كذلك على كل عارم ومؤذ من الجن والإنس، قال الله تعالى: {شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ}( )، وقال سبحانه عن المنافقين: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ}( ) أي إلى أصحابهم من الجن والإنس( ).
حكم الإيمان بوجود الجن

إن قال قائل: وما حكم الإيمان والاعتراف بوجود الجن؟ وهل على من أنكر وجودهم ذنب؟
فالجواب أن يقال: قد دل الكتاب العزيز والسنة المطهرة على وجودهم – كما سيأتي- ودل عليه كذلك الإجماع، وعليه فإنه لا يجوز لأي أحد من الناس إنكارهم، ولذا قال جمع من أهل العلم: إنه يكفر من أنكرهم، ففي كتاب «الفصل في الملل والأهواء والنحل»( ) لابن حزم قوله: «وأجمع المسلمون كلهم على ذلك – أي على وجود الجن وأنهم خلق من خلق الله – نعم والنصارى والمجوس والصابئون وأكثر اليهود حاشا السامرة فقط، فمن أنكر الجن أو تأول فيهم تأويلاً يخرجهم به عن هذا الظاهر, فهو كافر مشرك حلال الدم والمال».
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «لم يخالف أحد من طوائف المسلمين في وجود الجن، ولا في أن الله أرسل محمدًا  إليهم، وجمهور طوائف الكفار على إثبات الجن، أما أهل الكتاب من اليهود والنصارى فهم مقرون بهم كإقرار المسلمين، وإن وجد فيهم من ينكر ذلك كما يوجد في طوائف المسلمين كالجمهية والمعتزلة من ينكر ذلك، وإن كان جمهور الطائفة وأئمتها مقرين بذلك؛
وهذا لأن وجود الجن تواترت به أخبار الأنبياء تواترًا معلومًا بالاضطرار، ومعلوم بالاضطرار أنهم أحياء عقلاء فاعلون بالإرادة، بل مأمورون منهيون، ليسوا صفات وأعراضًا قائمة بالإنسان أو غيره كما يزعم بعض الملاحدة، فلما كان أمر الجن متواترًا عن الأنبياء تواترًا ظاهرًا، تعرفه العامة والخاصة لم يمكن طائفة كبيرة من الطوائف المؤمنين بالرسل أن تنكرهم، كما لم يمكن لطائفة كبيرة من الطوائف المؤمنين بالرسل إنكار الملائكة، ولا إنكار معاد الأبدان، ولا إنكار عبادة الله وحده لا شريك له، ولا إنكار أن يرسل الله رسولاً من الإنس إلى خلقه، ونحو ذلك مما تواترت به الأخبار عن الأنبياء تواترًا تعرفه العامة والخاصة، كما تواتر عند العامة والخاصة مجيء موسى إلى فرعون، وغرق فرعون، ومجيء المسيح إلى اليهود وعداوتهم له، وظهور محمد  بمكة وهجرته إلى المدينة، ومجيئه بالقرآن والشرائع الظاهرة، وجنس الآيات الخارقة التي ظهرت على يديه، كتكثير الطعام والشراب، والإخبار بالغيوب الماضية والمستقبلة التي لا يعلمها بشر إلا بإعلام الله وغير ذلك ( ).


صفات الجن

إن الناظر في عالم الجن الكبير لا يمكنه معرفتهم معرفة جيدة حتى يدرس أوصافهم التي وردت في الكتاب العزيز وفي السنة الصحيحة، ولذا كان لابد من الحديث عن أوصافهم بوضوح، وأنا مبين ذلك في الأمور التالية:
1- أنهم خلقوا من نار، قال الله عز وجل: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ}( )، وقال: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ}( ).
وأخرج مسلم في كتاب الزهد والرقاق من صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : «خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم».
2- أنهم أقدم خلقًا من الإنس، قال الألوسي في تفسيره «روح المعاني»( ) عند قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ}( ): «وتقديم الجن؛ لأنهم أعرف من الإنس، وأكثر عددًا، وأقدم خلقًا».
3- أنهم يأكلون ويشربون، ودليل ذلك ما ثبت في صحيح مسلم في كتاب الأشربة من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله  قال: «إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله». وثبت في سنن أبي داود، كتاب الطهارة، عن ابن مسعود  قال: «قدم وفد الجن على النبي  فقالوا: يا محمد، انهَ أمتك أن يستنجوا بعظم أو روثة أو حممة، فإن الله تعالى جعل لنا فيها رزقًا، فنهى النبي  عن ذلك». والحممة: الفحمة.
وقد قيل: إن طعام المؤمنين منهم ما ذكر اسم الله عليه، وطعام الكفار ما لم يذكر اسم الله عليه، قاله عماد الدين العامري في كتابه «بهجة المحافل».
وقال ابن عبد البر معلقًا على ما ذكر في السنة من أن طعام الجن العظم والروثة، وشرابهم الجدف، وهي الرغوة والزبد , هذه أشياء لا تدرك بعقل، ولا تقاس على أصل، وإنما فيه التسليم لمن آتاه الله من العلم ما لم يؤتنا وهو نبينا  وقال: «ويحتمل أن الجن كلهم يأكلون ويشربون ويحتمل أن يكون بعضهم»( ).
وجاء في شرح الزرقاني: وقال ابن العربي: «من نفى عن الجن الأكل والشرب فقد وقع في حبالة إلحاد وعدم رشاد، بل الشيطان وجميع الجان يأكلون ويشربون وينكحون ويولد لهم، ويموتون، وذلك جائز عقلاً، وورد به الشرع، وتظافرت به الأخبار فلا يخرج
عن هذا المضمار إلى حمار، ومن زعم أن أكلهم شم فما شم رائحة العلم، وقال صاحب آكام المرجان: «العمومات تقتضي أن كل أصناف الجن يأكلون ويشربون». اهـ.
4- أنهم يتناكحون ويتناسلون، ولهم ذرية.
قال الله تعالى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي}( )، قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: «وذرية إبليس: الشياطين الذين يغرون بني آدم»( )، وأخرج بسنده عن مجاهد {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي} قال: ذريته: هم الشياطين»( ).
ومما يستدل به على أن الجن يتناكحون ويتناسلون ما ثبت في الصحيحين وسنن الترمذي والنسائي وابن ماجه والدارمي وأبي داود، عن أنس بن مالك  قال: كان رسول الله  إذا دخل الخلاء قال: «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث» قال في «عون المعبود شرح سنن أبي داود»( ): «قال الخطابي: الخبث الشياطين وإناثهم الخبث بضم الباء جماعة الخبيث، والخبائث جمع خبيثة، يريد ذكران الشياطين وإناثهم». اهـ.
وإن قال قائل: هل يمكن التناكح بين الإنس والجن؟
قيل: الجواب ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: «وقد يتناكح الإنس والجن، ويولد بينهما ولد، وهذا كثير معروف»( ). اهـ. قلت: ويمكن الاستدلال على ذلك بقوله تعالى عن الحور: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ}( )، قال ابن الجوزي في «زاد المسير»( ). «وفي الآية دليل على أن الجني يغشى المرأة كالإنسي». اهـ.
5- أنه يرحم بعضهم بعضًا.
ودليل ذلك ما أخرجه مسلم في كتاب التوبة من صحيحة عن أبي هريرة  عن النبي  قال: «إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها وأخر الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة».
6- أنهم مكلفون.
قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}( ).
قال ابن القيم يرحمه الله: «أخبر سبحانه أنه إنما خلقهم للعبادة، وكذلك إنما أرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه ليعبدوه، فالعبادة هي الغاية التي خلقوا لها، ولم يخلقوا لمجرد الترك فإنه أمر عدمي لا كمال فيه من حيث هو عدم، بخلاف امتثال المأمور؛ فإنه أمر وجودي، مطلوب الحصول»( ). ا هـ.
وثبت في سنن الترمذي من حديث أبي هريرة  أن النبي  قال: «فضلت على الأنبياء بست» وذكر منها قوله: «وأرسلت إلى الخلق كافة» قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
والمراد من قوله : «وأرسلت إلى الخلق كافة» أي جنهم وإنسهم كما أخرج ما يشهد لذلك الدارمي في المقدمة من سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قيل له: فما فضله على الأنبياء؟ أي النبي ، فقال ابن عباس: قال الله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ}( )، وقال الله عز وجل لمحمد : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ}( ) فأرسله إلى الجن والإنس. وقال ابن حجر: «وإذا تقرر كونهم مكلفين فهم مكلفون بالتوحيد وأركان الإسلام وأما ما عداه من الفروع فاختلف فيه لما ثبت من النهي عن الروث والعظم وأنهما زاد الجن»( ).
7- أن منهم المسلم والكافر، والصالح والفاسد.
قال الله تعالى مخبرًا عن الجن قولهم: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}( )، قال البغوي في تفسيره «معالم التنزيل»( ): قوله: {وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ} أي دون الصالحين. {كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا} أي جماعات متفرقين وأصنافًا مختلفة، والقدة: القطعة من الشيء، يقال: صار القوم قددًا إذا اختلفت حالاتهم، وأصلها من القد وهو القطع. قال مجاهد: يعنون: مسلمين وكافرين.
وقيل ذوو أهواء مختلفة. وقال الحسن والسدي: الجن أمثالكم فمنهم قدرية، ومرجئة ورافضة. وقال ابن كيسان: شيعًا وفرقًا لكل فرقة هوى كأهواء الناس. وقال سعيد بن جبير: ألوانًا شتى، وقال أبو عبيدة: أصنافًا. اهـ.
وقال سبحانه مخبرًا عنهم كذلك: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا}( )، والقاسطون: الكافرون. ومما يشهد لوجود المسلمين الصادقين من الجن قوله سبحانه: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ
وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}( ).
وهذا فيه إشارة عميقة إلى مدى التأثر الكبير الذي وقع لهؤلاء المؤمنين من الجن بالقرآن الذي استمعوا إليه، ويكشف عن تلك الميزة العظيمة التي اتسموا بها، عندما أصبحوا دعاة لقومهم إلى الإيمان والإسلام، وهي لحظات تجلب للقلب الخشوع واليقين، وفي الوقت نفسه تنذر وتهدد كل معرض عن القرآن والإيمان به أنه إن لم يخضع لخطاب هذا الكتاب، ويستسلم لمنزله فليس له جزاء إلا النار، وبئس القرار: {وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا}( )، وهي كذلك تحفز نفوس المؤمنين إلى الجد في تبليغ الإسلام، ودعوته إلى الناس: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}( ).
ومما يستدل به كذلك على أن من الجن مسلمين مؤمنين ما أخرجه مسلم في كتاب الصلاة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما قرأ رسول الله  على الجن وما رآهم. انطلق رسول الله  في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ ( )، وقد حيل بين


فصل في إيذاء الجن للإنس وكيفية ذلك

لشياطين الجن بخاصة تأثير على الإنس إذا شاء الله تعالى ذلك؛ إذ إن منهم من يؤذي الإنسي بقتله، أو وخزه لينتج عن ذلك مرض الطاعون، أو بصرعه، إو إصابته بالعين، أو خطفه، أو إيذائه في نومه وجلب الفزع إليه، أو قطع صلاته.
ومنهم من يسترق السمع لإفادة أعوانه من الكهنة والمشعوذين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
وفي السطور التالية أذكر عددًا من صور الشر عند هؤلاء، فمن ذلك:
1- قتلهم للإنسي، ويشهد لذلك ما أخرجه مسلم في كتاب السلام من صحيحه أن أبا السائب دخل على أبي سعيد الخدري  في بيته، قال: فوجدته يصلي، قال: فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته، فسمعت تحريكًا في عراجين ( ) في ناحية البيت، فالتفت فإذا حية، فوثبت لأقتلها، فأشار إلي أن اجلس، فجلست، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار، فقال: أترى هذا البيت؟ فقلتُ: نعم. قال: كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس. قال: فخرجنا مع رسول الله  إلى الخندق، فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله  بأنصاف النهار، فيرجع إلى أهله، فاستأذنه يومًا، فقال له رسول الله

: «خذ عليك سلاحك، فإني أخشى عليك قريظة»، فأخذ الرجل سلاحه، ثم رجع، فإذا امرأته بين البابين قائمة، فأهوى إليها بالرمح ليطعنها به، وأصابته غيرة، فقالت له: اكفف عليك رمحك، وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني. فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش، فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به، ثم خرج، فركزه بالدار، فاضطربت عليه، فما يدرى أيهما كان أسرع موتًا: الحية أم الفتى؟
قال: فجئنا إلى رسول الله  فذكرنا ذلك له، وقلنا: ادع الله يحييه لنا، فقال: استغفروا لصاحبكم، ثم قال: «إن بالمدينة جنًا قد اسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئًا فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه، فإنما هو شيطان».
فدل هذا الحديث على أن الفتى قتل بسبب تلك الحية التي تمثل واحدًا من الجن، وسيأتي مزيد كلام على هذه الحادثة عند ذكر السبل التي تعين على دفع شر الجن بإذنه تعالى.
2- وخزهم للإنس؛ لينتج عن ذلك مرض الطاعون.
والطاعون: ورم ينشأ عن هيجان الدم، أو انصباب الدم إلى عضو فيفسده ( ).
والدليل على أنه من وخز الجن ما ثبت في الأحاديث الواردة في ذلك، مثل ما أخرجه أحمد من حديث أبي موسى رفعه: «فناء
أمتي بالطعن والطاعون. قيل: يا رسول الله: هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال: وخز أعدائكم من الجن، وفي كل شهادة».
وعن أحمد والحاكم وصححه من رواية عاصم الأحول عن كريب بن الحارث عن أبي بدرة بن قيس أخي أبي موسى الأشعري رفعه: «اللهم اجعل فناء أمتي قتلاً في سبيلك بالطعن والطاعون».
قال ابن حجر: «ومما يؤيد أن الطاعون إنما يكون من طعن الجن وقوعه غالبًا في أعدل الفصول، وفي أصح البلاد هواء، وأطيبها ماء، ولأنه لو كان بسبب فساد الهواء لدام في الأرض لأن الهواء يفسد تارة، ويصح أخرى، وهذا يذهب أحيانًا ويجئ أحيانًا على غير قياس ولا تجربة، فربما جاء سنة على سنة، وربما أبطأ سنين، وبأنه لو كان كذلك لعم الناس والحيوان، والموجود بالمشاهدة أنه يصيب الكثير، ولا يصيب من هم بجانبهم مما هو في مثل مزاجهم، ولو كان كذلك لعم جميع البدن، وهذا يختص بموضع الجسد ولا يتجاوزه، ولأن فساد الهواء يقتضي تغير على أنه من طعن الجن»( ).
وقد ثبت في سنن ابن ماجه ومستدرك الحاكم أنه  قال: «لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا عليهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا»، وأخرج الحاكم كذلك: «إذا كثر الزنا كثر القتل، ووقع الطاعون» فبين في هذين الحديثين أن من أسباب الطاعون انتشار الفاحشة والرذيلة في المجتمع الذي ينشر فيه أسباب الفسق والفاحشة من دعوة للتبرج
والسفور، وإعلان الصور الفاضحة والمسلسلات الخليعة التي تخدش الحياء، وتنفر منها الطباع، وتدعو الناس إلى احتذاء سير أصحابها وتقليدهم في فحشهم وفجورهم، ومن ثم كانت عقوبتهم أن يسلط الله عز وجل عليهم الطاعون، الذي يفتك بأجسامهم حتى يموتوا، وقد علق الشيخ المناوي على الحديث المتقدم: «إذا كثر الزنا كثر القتل، ووقع الطاعون» بقوله: «وذلك لأن حد الزنا القتل فإذا لم يقم الحد فيهم سلط الله عليهم الجن فقتلوهم»( ). اهـ. وكلامه هذا خاص بالزاني المحصن، لأن عقوبته الرجم، وفي تفسيره هذا نظر، ويكفي أن يقال: إن الطاعون عقوبة لأهل الفسق والإجرام كغيره من العقوبات مثل التي ذكرها الله عز وجل في القرآن، مما جازى به سبحانه أهل الزيغ والفساد كما قال جل شأنه: {فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}( ). ولا يتعارض هذا مع ما ورد أن الطاعون شهادة كما أخرج البخاري في كتاب الطب أنه  قال: «الطاعون شهادة لكل مسلم». وما ورد كذلك أن الطاعون رحمة من الله عز وجل كما أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه ( ) وعبد بن حميد في مسنده ( )، والطبراني في معجمه


سبل الوقاية من شر شياطين الجن

إن مما يميز دين الإسلام ويجعله شامخًا عزيزًا، قدرته بإذن الله تعالى على الوقوف أمام الشدائد والمحن، وإعطاؤه للمسلم الطرق والسبل التي تعينه على العيش في أجواء مطمئنة، بعيدة عن الاضطراب والقلق، ومن ذلك ما ورد في السنة الشريفة من بيان الطرق والأساليب التي يستطيع المرء المسلم – بإذنه تعالى – إذا اتبعها والتزم بها أن يدفع عنه شر شياطين الجن، الذين يسعون بلا شك إلى إيصال الضرر إليه بكل ما يستطيعون من وسائل، وقد أبانت السنة المطهرة جميع الطرق التي تعين المسلم على دفع شر شياطين الجن عنه في جميع المجالات، وهذا بيان تفصيلي بذلك.
في مجال الأذكار
1- قراءة القرآن، ويشهد لذلك أدلة كثيرة، منها ما أخرجه ابن ماجه في كتاب الطب عن ابن أبي ليلى، عن أبيه أبي ليلى قال: كنت جالسًا عند النبي  إذ جاءه أعرابي، فقال: إن لي أخًا وجعًا، قال: ما وجع أخيك؟ قال: به لَمم. قال: اذهب فأتني به، قال: فذهب، فجاء به، فأجلسه بين يديه، فسمعته عوذه بفاتحة الكتاب، وأربع آيات من أول البقرة، وآيتين من وسطها {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}، وآية الكرسي، وثلاث آيات من خاتمتها، وآية من آل عمران، أحسبه قال: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ} وآية من الأعراف {إن ربكم الذي خلق} الآية، وآية من المؤمنين: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ}، وآية من الجن {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَخَّذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا}، وعشر آيات من أول الصافات، وثلاث آيات من آخر الحشر، {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}، والمعوِّذتين، فقام الأعرابي قد برأ ليس به بأس.
قوله: به لَممٌ: طرف من الجنون يلم بالإنسان.
وفي كتاب فضائل القرآن من سنن الدارمي عن عبد الله بن مسعود  قال: لقي رجل من أصحاب النبي  رجلاً من الجن فصارعه فصرعه الإنسي، فقال له الإنسي: إني لأراك ضئيلاً شَخِيتًا كأن ذريعتيك ذُريِّعتا كلب، فكذلك أنتم معشر الجن، أم أنت من بينهم كذلك، قال: لا والله إني منهم لضليع، ولكن عاودني الثانية، فإن صرعتني علمتك شيئًا ينفعك، قال: نعم. قال: تقرأ {اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قال: نعم، قال: فإنك لا تقرؤها في بيت إلا خرج منه الشيطان له خبج كخبج الحمار، ثم لا يدخله حتى يصبح، قال أبو محمد: الضئيل: الدقيق، والشخيت: المهزول، والضليع: جيد الأضلاع، والخبج: الريح.
2- التعوذ بالله تعالى من الشيطان عند الغضب، والحرص على الوضوء، ودليل ذلك ما أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة من حديث سليمان بن صرد قال: استب رجلان عند النبي  فجعل أحدهما تحمر عيناه، وتنتفخ أوداجه، قال رسول الله : «إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»، فقال الرجل: وهل ترى بي من جنون؟ قال ابن العلاء، فقال: وهل ترى ولم يذكر الرجل. فهذا دليل الاستعاذة من الشيطان عند الغضب. وأما دليل الوضوء فهو ما أخرجه أبو داود في كتاب الأدب عن أبي وائل القاص، قال: دخلنا على عروة بن محمد السعدي فكلمه رجل، فأغضبه، فقام فتوضأ، ثم رجع وقد توضأ، فقال: حدثني أبي عن جدي عطية، قال: قال رسول الله : «إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ».
3- التعوذ كذلك بالله تعالى من الشيطان عند شراء البعير، ودليل ذلك ما أخرجه مالك في كتاب النكاح من الموطأ عن زيد بن أسلم أن رسول الله  قال: «إذا تزوج أحدكم المرأة أو اشترى الجارية فليأخذ بناصيتها وليدع بالبركة، وإذا اشترى البعير فليأخذ بذروة سنامه، وليستعذ بالله من الشيطان».
قال في «فيض القدير» بعد أن ذكر ما في الحديث من الحث على الاستعاذة من الشيطان عند شراء البعير: «لأن الإبل من مراكب الشيطان، فإذا سمع الاستعاذة فر... ويحتمل أن الأمر بالاستعاذة إنما هو لما في الإبل من العز والفخر والخيلاء كما يأتي إن شاء الله تعالى؛ فهو استعاذة من شر ذلك الذي يحبه الشيطان، ويأمر به، ويحث عليه»( ). اهـ.
4- التعوذ بالله تعالى من الشيطان والتفل يسارًا عند وسوسته في الصلاة، ودليل ذلك ما أخرجه مسلم في كتاب السلام من صحيحه عن أبي العلاء أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي  فقال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، يلبسها علي، فقال رسول الله : «ذاك شيطان يقال له: خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثًا»، قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني.
5- التعوذ بالله تعالى من الشيطان عند دخول المسجد، ويشهد لذلك ما أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة من سننه عن حيوة بن شريح قال: لقيت عقبة بن مسلم، فقلت له: بلغني أنك حدثت عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي  أنه كان إذا دخل المسجد قال: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، قال: أقط، قلت: نعم، قال: فإذا قال ذلك قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم. قوله: أقط أي فقط وحسب.
6- التعوذ بالله تعالى من الخبث والخبائث عند دخول الخلاء، ويشهد له ما أخرجه أبو داود في الطهارة بسند صحيح أن النبي  كان إذا دخل الخلاء قال: «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث» والمراد: ذكور الشياطين وإناثهم، قاله في عون المعبود.
7- البسملة عند الأكل، ودليل ذلك ما أخرجه مسلم في كتاب ألشربة من صحيحة عن حذيفة  قال: كنا إذا حضرنا مع النبي  طعامًا لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله  فيضع يده، وإنا حضرنا معه مرةً طعامًا، فجاءت جارية كأنها تدفع، فذهب لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله  بيدها، ثم جاء أعرابي، كأنما يدفع، فأخذ بيده، فقال رسول الله : «إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها، فأخذت بيدها، فجاءت بهذا الأعرابي ليستحل به، فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها».
8- التسمية وذكر الله عند الجماع، ويشهد لذلك ما أخرجه مسلم كذلك في كتاب النكاح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله، قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدًا».
9- ذكر الله تعالى عند دخول المنزل، ودليل ذلك ما أخرجه مسلم في كتاب الأشربة من صحيحه عن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي  يقول: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء».
ووقع في سنن أبي داود ذكر الدعاء الذي يقال عند دخول البيت، وهو ما رواه في كتاب الأدب من حديث أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله : «إذا ولج الرجل بيته فليقل: الهم إني أسألك خير المولج، وخير المخرج، بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا، ثم ليسلم على أهله».
10- التسمية عند عثور الدابة وغيرها، كما أخرج أبو داود في كتاب الأدب من سننه عن أبي المليح عن رجل قال: كنت رديف النبي  فعثرت دابة، فقلت: تعس الشيطان، فقال: «لا تقل: تعس الشيطان فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله، فإنك إذا قلت ذلك تصاغر الشيطان حتى يكون مثل الذباب».
11- ذكر الله تعالى عند الخروج من البيت، ويشهد لذلك ما أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «من قال: يعني إذا خرج من بيته: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: كفيت ووقيت، وتنحى عنه الشيطان» قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.


مع خالص تحياتى/حسن طنش

farao farao farao farao farao farao
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://manshatsoliman.ahlamontada.com/profile.forum?mode=editpro
 
الجن وصفاتهم وسبل الوقايه منهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» احاديث نبوية فى فضل القران واهله اللهم اجعلنا منهم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منشاة سليمان :: المنتدي :: القسم الديني-
انتقل الى: