منشاة سليمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي ديني - ثقافي - اجتماعي - تعليمي - رياضي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 عذاب القبر ونعيمه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اشرف سليمان
مشرف عام
اشرف سليمان


المساهمات : 127
تاريخ التسجيل : 25/10/2009
العمر : 66
الموقع : الاسكندرية - المنتزة - مساكن ضباط ابى قير

عذاب القبر ونعيمه Empty
مُساهمةموضوع: عذاب القبر ونعيمه   عذاب القبر ونعيمه Icon_minitime1الإثنين يناير 04, 2010 5:02 am

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

عذاب القبر و نعيمه ( خطبة الشيخ الفاضل محمد حسان )

" "....
قال الإمام أحمد رحمه اللـه: "عذاب القبر حق ومن أنكره فهو ضال مضل"
أيها الحبيب: سأقدمُ إليك سيلاً من الأدلة الصحيحـة على عذاب القبر من كلام الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى ولن أطيل الوقفة مع القرآن! لماذا؟! ..لأن القرآن حمَّال ذو أوجه كما قال على بن أبي طالب لابن عباس وهو في طريقه لمناظرة الخوارج.
قال على: يا ابن عباس جادلهم بالسنة ولا تجادلهم بالقرآن فإن القران حمَّال ذو أوجه.
اسـتهل الحديث بين يدي هذا العنصر الهام بمقدمة اقتبسها من كلام أئمتنـا الأعلام وأبدأ هذه المقدمة بكلام دقيق نفيس للإمام ابن أبي العز الحنفي شـارح العقيـدة الطحـاوية على شارحها ومصنفها الرحمة من اللـه جل وعلا.
قال: اعلم أن عذابَ القبر هو عذاب البرزخ، وكل إنسان مات وعليه نصيب من العذاب فله نصيبه من العذاب قُبِرَ أو لم يُقْبر سواء أكلته السباع أو احترق فصار رماداً في الهواء أو نسف أو غرق في البحر.
تأملوا يا من تحكمون العقول في هذا الدليل الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي قال: ((قال رجل لم يعمل حسنة قط لأهله: إذا مات فحرقوه. ثم ذرّوه، نصفه في البر ونصفه في البحر فواللـه لئن قدر اللـه عليه ليعذبنه عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين. فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم. فأمر اللـه البر فجمع ما فيه، وأمر اللـه البحر فجمع ما فيه. ثم قال: لم فعلت هذا؟ قال: من خشيتك، وأنت أعلم فغفر اللـه له))([2]).

الشاهد من الحديث أن اللـه أحياه بعدما حُرِق وذُرِىَ رماده في البحر والبر فقال له الملك: كن فكان على الفور.

قال تعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللـه كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ [ آل عمران: 59 ] .

وقال تعالى: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللـه بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللـه مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ ءَايَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللـه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ البقرة: 259 ] .

وقال تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللـه عَزِيزٌ حَكِيمٌ [ البقرة: 260 ] .

إن قدرة اللـه لا تحدها حدود، لا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء وأنهي هذه المقدمة بكلام نفيس للإمام ابن القيم رحمه اللـه تعالى، حيث قال:

"إن اللـه تعالى قد جعل الدور ثلاثة، وهى: دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار" ثم قال:"وجعل اللـه لكل دار أحكاماً تختص بها، فجعل اللـه الأحكام في دار الدنيا تسير على الأبدان، والأرواح تبع لها، وجعل الأحكام في دار البرزخ تسرى على الأرواح، والأبدان تبع لها، وجعل الأحكام في دار القرار تسرى على الأرواح والأبدان معاً"

ثم قال ابن القيم: "واعلم أن سعة القبر، وضيقه، ونوره، وناره ليس من جنس المعهود للناس في عالم الدنيا".

ثم ضرب للناس مثلا عقلياً دقيقاً رائعاً فقال :

"أنظر إلى الرجلين النائمين في فراش واحد أحدهما يرى في نومه أنه في نعيم، بل وقد يستيقظ وأثر النعيم على وجهه ويقص عليك ما كان فيه من النعيم، قد يقول لك: الحمد لله لقد رأيتني الليلة وأنا مع رسول اللـه ورأيت النبي وكلمت النبي ورد علىّ النبي وقال لي النبي ..الخ

من رأى النبي في المنام فقد رآه حقاً، وأخوه إلى جواره في فراش واحد قد يكون في عذاب ويستيقظ وعليه أثر العذاب ويقص عليك ويقول: كابوس كاد أن يخنق أنفاسي!!"

هل تدبرت أخي في اللـه في هذا الكلام؟!! الرجلان في فراش واحد هذه روحه كانت في النعيم، وهذا روحه كانت في العذاب مع أن أحدهما لا يعلم عن الأخر شيئاً.

هذا في أمر الدنيا فما بالك بأمر البرزخ الذي لا يعلمه إلا اللـه؟!!

مقدمة دقيقة ولو تدبرتها لوقفت على الحقيقة.

وأنا أقول: متى كان العقل حاكماً على الشرع والدين؟!!

لله در عَليّ يوم أن قال: "لو كان أمر الدين بالعقل لكان المسح على باطن الخف أولى من المسح على أعلاه"([3]).

إليك الأدلة الصحيحة الصريحة على عذاب القبر أستهلها بهذه الترجمة الفقهية البليغة لإمام الدنيا في الحديث - الإمام البخاري - فقد ترجم في كتاب الجنائز باباً بعنوان ((باب ما جاء في عذاب القبر)) وتكفي هذه الترجمة، ولقد فقهَ البخاري في تراجمه كما قال علماء الحديث وعلماء الجرح، وساق البخاري في هذا الباب الآيات الكريمة عن اللـه جل وعلا وروى فيه الأحاديث الصحيحة عن رسول اللـه ، وسأكتفي بآية واحدة استدل بها جميع أهل السنة بلا خلاف على ثبوت عذاب القبر:

قال اللـه تعالى: وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:45-46].

قال جميع علماء أهل السنة: ذكر اللـه في هذه الآية عذاب دار البرزخ وعذاب دار القرار ذكراً صريحاً، وحاق بآل فرعون سوء العذاب، النار يعرضون عليها غدواً وعشياً أي: صباحاً ومساءاً هذا في دار البرزخ، ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب: أي: يوم القيامة.

فذكر اللـه عذابين في الآية: عذاباً في الدنيا وعذاباً في الآخرة عذاب دار البرزخ وعذاب دار القرار.

وقبل أن أزف إليك الأدلة الصحيحة التي تلقم المنكرين الأحجار أود أن أنوه إلى أن اللـه قد أنزل على النبي وحيين وأوجب اللـه على عباده الإيمان بهما ألا وهما القرآنُ والسنة الصحيحة.

انطلق هؤلاء المنكرون وقالوا: كفانا القرآن وظنوا أنهم - بهذه الدعوى التي يغنى بطلانها عن إبطالها، ويغنى فسادها عن إفسادها - أنهم قد خدعونا واللـه ما خدعوا إلا أنفسهم.

من كَذَّبَ بالسنة الصحيحة فقد كفر بالقرآن..ومن رد السنة فقد رد القرآن.

تدبر معي آيات اللـه عز وجل: وَمَـا ءَاتَـاكُـمُ الرَّسُـولُ فَخُـذُوهُ وَمَـا نَهَـاكُـمْ عَنْـهُ فَانْتَهُـوا وَاتَّقُوا اللـه إِنَّ اللـه شَدِيدُ الْعِقَابِ [الحشر:7].

وقال تعالى: من يطع الرسول فقد أطاع اللـه ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً [النساء:80].

وقال تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [ النساء: 65 ] .

وقال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللـه وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللـه وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا [الأحزاب: 36 ] .

وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللـه وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللـه إِنَّ اللـه سَمِيعٌ عَلِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ [ الحجرات:1-2].

فالسنة حكمها مع القرآن على ثلاثة أوجه.

قال ابن القيم في إعلام الموقعين: السنة مع القرآن على ثلاثة أوجه:

"الوجه الأول: أن تأتي السنة مؤكدة لما جاء به القرآن وهذا من باب تضافر الأدلة.

الوجه الثانى: أن تأتي السنة مبينة وموضحة لما أجمله القرآن.

قال تعالى: وأقيموا الصلاة لكن لم يذكر عدد الصلوات، ولا أركان الصلاة، ولا كيفية الصلاة ولا مواقيت الصلاة، فجاء الحبيب المصطفى لكي يبين لنا عددها وأركانها وكيفيتها ومواقيتها وهكذا.

الوجه الثالث: أن تأتي السنة موجبة أو محرمة لما سكت عنه القرآن، قال المصطفى : ((ألا يوشك رجل شبعان متكيء على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه))، قال المصطفى : ((ألا إن ما حرم اللـه كما حرم رسول اللـه))([4]).

وإليكم الأحاديث الصحيحة التي تثبت أن عذاب القبر حقيقة لا ريب:

ففي الحديث الذي رواه أحمد والحاكم وغيره وحسنه الشيخ الألباني "كان عثمان إذا وقف على القبر بكى وإذا ذكر الجنة والنار لا يبكي فقيل له: يا عثمان تذكر الجنة والنار فلا تبكي فإذا وقفت على القبر تبكي، قال عثمان: لقد سمعت رسول اللـه يقول: ((القبر أول منازل الآخرة فإن نجى منه صاحبه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينجُ منه صاحبه فما بعده أشد منه)).

وانظر إلى هذا الحديث الصحيح قال المصطفى حينما مر على قبرين فقال : ((أما إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير))، ثم قال: ((أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الأخر فكان لا يستتر من بوله - أو لا يتنزه من بوله -))([5]).

وَقِفْ مع هذا الحديث الصحيح الذي رواه البخارى ومسلم من حديث ابن عباس رضي اللـه عنهما أن النبي كان يدعو اللـه ويقول: ((اللـهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر))([6]).

وفي الحديث الذي رواه مسلم وأحمد وابن حبان والبزار وغيرهم من حديث زيد بن ثابت : ((بينما النبي في حائط لبنى النجار على بغلة له ونحن معه إذ جاءت به (أي البغلة) فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة، أو خمسة، فقال: ((من يعرف أصحاب هذه الأَقْبُر؟)) قال رجل: أنا، قال: ((فمتى ماتوا؟)) قال: في الشرك، فقال: ((إن هذه الأمة تُبْتَلَى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت اللـه أن يُسْمِعَكُم مـن عذاب القبر الذي أسمع منه)) ثم أقبل علينـا بوجهـه فقال: ((تعوذوا باللـه من عذاب القبر)) قلنا: نعوذ باللـه من عذاب القبر))([7]).

وفى الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي اللـه عنها قالت: ((دَخَلَتْ علىّ امرأة من يهود المدينة فذكرت عذاب القبر فقالت المرأة لعائشة: أعاذك اللـه من عذاب القبر فلما خرجت اليهودية سألت عائشة النبي عن عذاب القبر فقال: ((نَعَمْ عذاب القبر)) وفى رواية: ((عذاب القبر حق)) فقالت عائشة: ((فما رأيت النبي يصلى بعدها إلا ويستعيذ من عذاب القبر))([8]).

واسمع إلى هذا الحديث العمدة في المسألة، وهو أصل من أصول هذا الباب رواه الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والبيهقي في سننه والنسائي في سننه وأبو داود في سننه ورواه الحاكم في المستدرك وصححه على شرط الشيخين وأقره الإمام الذهبي وصحح الحديث الإمام ابن القيم في كتاب تهذيب السنن وإعلام الموقعين وأطال النفس للرد على من أَعَلَّ هذا الحديث وصحح هذا الحديث الشيخ الألباني وغيره من حديث البراء بن عازب أنه قال: خرجنا مع النبي في جنازة رجل من الأنصار فلما انتهينا إلى القبر جلس النبي على شفير القبر (حافة القبر) وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير (لا يتكلمون) وفى يد النبي عود ينكـت بـه الأرض ثم رفـع النبـي رأسـه فنظـر وقـال لأصحـابـه: ((استعيذوا باللـه من عذاب القبر، استعيذوا باللـه من عذاب القبر، استعيذوا باللـه من عذاب القبر)) قالها النبي مرتين أو ثلاثـة ثـم التفـت إليهــم النبي وقال: ((إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: يا أيتها النفس الطيبة اُخرجي إلى مغفرة من اللـه ورضوان، فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السِّقَاء فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن، وفى ذلك الحنوط، فيخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ،حتى ينتهوا به إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له ،فيفتح له، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها، حتى ينتهي إلى السماء السابعة،فيقول اللـه عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوا عبدي إلى الأرض، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى، فتعاد روحه ،فيأتيه ملكان، فيجلسانه فيقولان: من ربك؟ فيقول: ربى اللـه، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هو رسول اللـه، فيقولان له وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب اللـه فأمنت به وصدقت، فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها ،ويفسح له في قبره مد بصره، ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: رب أقم الساعة، رب أقم الساعة، حتى أرجع إلى أهلي ومالي، وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه،فيقول: أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من اللـه وغضب، فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلاَّ قالوا: ما هذه الروح الخبيثة؟! فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا فيستفتح له، فلا يفتح له، ثم قرأ لا تفتح لهم أبواب السماء فيقول اللـه عز وجل: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحاً فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه.. هاه.. لا أدرى، فيقولان: له ما دينك؟ فيقول: هاه.. هاه.. لا أدرى، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بُعِثَ فيكم؟ فيقول: هاه.. هاه.. لا أدرى، فينادي منادٍ من السماء: أن كذب عبدي، فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول: أبشر بالذى يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد فيقول: من أنت فوجهك الوجه يجئ بالشر؟ فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول: رب لا تقم الساعة!!))([9]).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عذاب القبر ونعيمه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسباب عذاب القبر وكيفية النجاه منه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منشاة سليمان :: المنتدي :: القسم الديني-
انتقل الى: